شنّت إسرائيل غارة جوية على مدينة اللاذقية في سوريا، أمس الخميس، وفق وسائل الإعلام السورية الرسمية، بالتزامن مع قصف الولايات المتحدة مواقع للحوثيين في اليمن، بعد شهر تقريباً على بدء الحرب المفتوحة بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني.
وذكرت وكالة الأنباء السورية «سانا»، فجر أمس الخميس، أنّ الدفاعات الجوية السورية تصدّت لأهداف معادية في أجواء اللاذقية، مشيرة إلى أنّ «الهجوم الإسرائيلي» أسفر عن اندلاع حرائق عند مدخل المدينة الساحلية.
وقالت «سانا» في سلسلة أنباء عاجلة: «وسائط دفاعنا الجوي تتصدّى لأهداف معادية في أجواء اللاذقية»، مشيرة إلى أنّ «فرق الإطفاء تعمل على إخماد الحرائق الناتجة عن الهجوم الإسرائيلي على مدخل مدينة اللاذقية». ولاحقاً أكّدت سانا «عودة الهدوء لأجواء مدينة اللاذقية عقب الهجوم الإسرائيلي».
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أنّ الولايات المتّحدة شنّت ليل الأربعاء غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز بي-2 على منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية يسيطر عليها الحوثيون، الذين هدّدوا بالردّ. وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان إنّ «القوات الأمريكية استهدفت عدداً من المنشآت تحت الأرض تابعة للحوثيين وتضمّ مكوّنات أسلحة مختلفة من نفس الأنواع التي استخدمها الحوثيون، لاستهداف سفن مدنية وعسكرية في سائر أنحاء المنطقة». وأضاف أنّ «القوات الأمريكية، بما في ذلك قاذفات قنابل من طراز بي-2 تابعة للقوات الجوية الأمريكية، شنّت، أمس ضربات دقيقة ضدّ خمسة مواقع محصّنة لتخزين الأسلحة تحت الأرض». وقال أوستن إنّه أعطى «الإذن بشنّ هذه الضربات الدقيقة بناء على توجيهات من الرئيس جو بايدن بهدف إضعاف قدرة الحوثيين على مواصلة ما سماه سلوكهم المزعزع للاستقرار ولحماية القوات والأفراد الأمريكيين والدفاع عنهم في أحد أهم الممرات المائية في العالم». وأوضح الوزير الأمريكي أنّ هذا القصف شكّل «استعراضاً فريداً لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة عن متناولنا، بغضّ النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها». وشدّد أوستن في بيانه على أنّ «استخدام قاذفات قنابل خفيّة بعيدة المدى من طراز بي-2 سبيريت.. يُظهر قدرات الضرب العالمية التي تتمتّع بها الولايات المتّحدة لأخذ إجراءات ضدّ هذه الأهداف عند الضرورة، في أيّ وقت وفي أيّ مكان». وهذه المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الأمريكي قاذفات القنابل هذه، منذ بدء ضرباته على الحوثيين.
بدورها، أصدرت القيادة العسكرية الوسطى الأمريكية (سنتكوم) المسؤولة عن القوات الأمريكية العاملة في منطقة الشرق الأوسط، بياناً أكّدت فيه أنّ لا مؤشرات أولية على أن غاراتها على مواقع الحوثيين أوقعت إصابات في صفوف المدنيين.
ومن جانبها، أفادت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين، فجر أمس الخميس، عن ستّ ضربات استهدفت مناطق شمال العاصمة صنعاء وجنوبها، إضافة إلى تسع غارات على محافظة صعدة شمال غربي البلاد. وبعد ساعات، هدّد الحوثيون بأن الضربات الأمريكية «لن تمرّ بدون ردّ».
 (وكالات)