تأثير المشكلات النفسية علي الحياة الأسرية

الجمهورية اونلاين 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تأثير المشكلات النفسية علي الحياة الأسرية, اليوم الجمعة 18 أكتوبر 2024 05:28 مساءً

تخبرنا العديد من الإحصاءات والدراسات النفسية بأن معظم الخلافات الشديدة الواقعة بين الأزواج والتي قد تصل إلي الانفصال والطلاق هي خلافات بسيطة متراكمة وغير محلولة. تمامًا كقطرات الماء التي تنحت الصخر رغم صلابته ليست لقوتها ولكن لاستمرارها. لذا وجب علينا إدراك خطورة تراكم الضغوط الصغيرة وعدم الاستهانة بها.

الضغوط النفسية الداخلية أو ذات المنشأ الداخلي هي التي ترتبط بشخصية الزوج أو الزوجة أو من داخل عش الزوجية. كأن يكون أحد الزوجين قد نشأ في بيئة منغلقة ولم يتعلم كيفية مواجهة الحياة وتحدياتها. أو كأن يكون قد تربي الشخص علي القسوة والشدة. فنتج عن ذلك ضعف في الثقة وعدم القدرة علي التعامل مع شريكه بلطف ولين. فمن هنا نشأ الضغط النفسي الداخلي بسبب الكبت الداخلي وظروف التنشئة غير السليمة. وهذا علي سبيل المثال لا الحصر فالأمثلة كثيرة ولكن النتيجة واحدة. نفسية ضعيفة معرضة للهزيمة بسهولة. ومن رحمة الإنسان علي أخيه والشريك علي شريكه احتمال ذلك وعدم استخدام الأمر كوسيلة ضغط أو لوم علي الطرف الآخر فيما لا ذنب له. فأساس الزواج الناجح هو المودة والرحمة. وهذه تسمي أخلاق الكرماء والنبلاء. فاحتملوا ضعفات بعضكم في المحبة.

حاول أن لا تجعل ضغوط الحياة تأتي من الداخل. تفادي ما يثير الأعصاب من أحاديث ومواقف. الله قد خلق للإنسان مشاعر. وتأتي الكلمة من لفظ شعور ويشعر. وهو خلق عظيم بداخلنا جميعًا فلا تطمره. تجنبوا تكرار نفس الخطأ في إثارة المناقشات والموضوعات التي تجلب الغم والهم والغضب. ومثال علي ذلك أن هناك العديد من الأمور في حياتنا لا يمكن تغييرها أبدًا. هنا نستخدم تقنية نفسية تسمي التأقلم والتكيف مع الحياة دون التأثر بمصاعبها. أحيانًا يتحدث أحد الشريكين ويثير موضوعات يعرف أنها بلا جدوي ولن يغير الحديث ما وقع. فلن نجني سوي المزيد من الضغوط النفسية الصغيرة التي تعمل كالسوس الصغير الذي ينخر ويفسد العلاقة ونحن غافلون لا نعلم ما يجري.

هناك قاعدة ثنائية نستخدمها عند العتاب. ولاحظ الفرق بين العتاب للإصلاح واللوم للتأنيب وجرح المشاعر فقط. أما القاعدة فهي انتقاء التوقيت المناسب للحديث وانتقاء العبارت الملائمة. فحسن انتقاء الكلمات من الأمور الهامة في التواصل الفعال. فليس كل ما يدرك يقال. فعدم انتقاء العبارات المناسبة هذا من صفات الجاهل والضعيف الذي لا يستطيع التحكم في مشاعره وعواطفه فيتركها بلا ضابط أو رابط يقول ما يحلو له دون النظر لواقع ذلك علي الشريك. فلاحظ نفسك وذلك لتجني ثمارًا طيبة في زواجك بعد اتباع تلك القاعدة.

اجعل من منزلك أيضًا مكان هادئ ومناسب للاسترخاء. فقد اتضح أن للاسترخاء اليومي فوائد عظيمة جمة للتحكم الضغط النفسي وحماية النفس ووقاية الجسد من أثر الإجهاد. ومن أمثلة ذلك التدريب علي التنفس البطني العميق واسترخاء العضلات المتدرج. أو التأمل في شيء لمدة خمسة عشر دقيقة بعيدًا عن المشتتات. مع ضرورة ممارسة رياضة المشي لتخفيف الضغط النفسي لما لها من دور هام في تحسين المزاج والبعد عن الفكر السلبي الذي يغذي الضغوط النفسية ويجعلنا ننمو أكثر.

وقد يكون للضغوط النفسية داخل الأسرة مسببات خارجية. كزيادة العبء الواقع علي كاهل الزوجين لتلبية متطلبات العيش. فنجد بعض الأزواج يلتحق بأكثر من وظيفة في آن واحد لتلبية احتياجات منزله. مما يعرضه في كثير من الأحيان لزيادة الضغط النفسي وقد ينسي الاهتمام بمشاعر زوجته أو الاهتمام بأولاده باعتبار أن للعمل الأولوية الأكبر من يومه. مما يترتب عليه من زيادة عبء الزوجة النفسي وتراكم المشكلات غير المحلولة والتي قد تخلفها ما يعرف باسم "الطلاق النفسي" وهو حالة من الانفصال العاطفي الوجداني مع أثر الخشية من وقوع طلاق فعلي بسبب نظرة المجتمع. فنحن ندعو للتوازن في كل شيء. الإنسان خلق لكي يعمل ويجتهد. ولكن هنالك جوانب أخري ضرورية للحياة. كالعبادات وصلة الأرحام بتخصيص وقت للزوجة والأبناء والعائلة. بحيث لا يكون الشخص منهكًا في العمل الزائد غير قادر علي موازنة متطلبات الحياة. فتقل انتاجيته ويزيد الضغط النفسي الواقع عليه. علي الزوجة أيضًا مراعاة ظروف الزوج حتي لا تحدث ثقل عليه بطلبات زائدة يمكن الاستغناء عنها من رغبات غير ضرورية فيكفي العيش بحد الكفاف لراحة الزوجين والمحافظة علي وتد الزواج القائم علي المودة والرحمة.

هناك بعض الحالات تستدعي مراجعة الطبيب نذكر منها ظهور أعراض الميل إلي العزلة مع تأثر الشهية والقابلية لتناول الطعام سواء بالنقصان أو عن طريق الأكل بشراهة. ويحدث ذلك التأثر أيضًا في الصحة النومية. هنالك أيضًا أعراض الهلع والتي قد تظهر بسبب التعرض للضغط النفسي الشديد وتتمثل في الشعور بالدوخة وضيق التنفس والتعرق. مع تسارع وزيادة في معدل ضربات القلب وعدم القدرة علي التحكم في الخوف أو السيطرة عليه. وتظهر علامات أخري كعدم القدرة علي مواصلة الأعمال الطبيعية والبسيطة بعد التعرض لضغط نفسي شديد أو صدمة عاطفية. هنا يستوجب زيارة الطبيب للتشخيص ووصف العلاج الدوائي اللازم. ولكن تذكروا باستمرار أن الوقاية خير من العلاج.
 

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق